ولد الشيخ عبد المجيد بن عبد الرحمن – رحمه الله – بالزاوية الحملاوية قي 13 جوان 1938 م توفي والده و هو في الرابعة من العمر ، حفظ القرآن الكريم في طفولته في الزاوية ثم التحق بجامع القروين بفاس بالمغرب حيث درس علوم الحديث ليلتحق بعدها بجامع الزيتونة بتونس قطع دراسته بدافع الوطنية والتحق بصفوف جيش التحرير سنة 1957 و شارك في ثورة التحرير و تابع تكوينه بمدرسة الإطارات العسكرية التي كانت بالحدود التونسية ، لينخرط في صفوف الجيش الوطني الشعبي فكان في المدفعية ثم المحافظة السياسية ثم القطاع العسكري إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1992 م برتبة ضابط سامي و تخرج على يده الكثير من الضباط و القيادات في الجيش . كما شارك – رحمه الله – قي تحرير قناة السويس ضد الصهاينة سنة 1967/1968 م و تحصل خلال مشواره العلمي في صفوف الجيش الوطني على عدة أوسمة و شهادات تقدير.
و بعد تقاعده انصب اهتمامه بالزاوية التي تولى خلافتها فبعث فيها روح القرآن الكريم ة العلوم الشرعية و اللغة العربية و أدخل على الزاوية تحسينات عدة في مرافقها و هيأ ظروف إقامة الطلبة و الزوار ، و كان يستقبل يوميا وفودا من الشعب لإصلاح ذات البين ، ويستقبل الطلبة الجامعيين و يساعدهم في بحوثهم بتوفير أهم المراجع الأدبية و التاريخية النادرة التي تحتويها مكتبة الزاوية حيث زودها بمئات العناوين النادرة .
و لقد كان رحمه الله السباق في عقد أول ملتقى على مستوى الوطن يتناول شخصية الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه بمقر الزاوية الحملاوية 1995/1996 م ،كما عقد ملتقيات و ندوات وأيام دراسية بالزاوية .
و خدمة لمذهب إمام المدينة أصدر مجلة بعنوان منبر الإمام مالك بن أنس و هي الآن في عددها الثامن.
و بصدر رحب استقبل 30 طالبا وفودا من دولة بوركينافاسو ، حيث تكفل بهم كفالة تامة و أتموا حفظ القرآن و مبادئ الشريعة و اللغة .
كان الشيخ – رحمه الله – يهتم كثيرا بمجريات الأحداث، و كان أول من ندد بالإرهاب في الجرائد و كان شغله الشاغل الوطن و القرآن و الجيل الصاعد.
فهو حقا خدوما للقرآن و الشريعة خادما لوطنه الحبيب منذ شبابه.
و قد أثبتت الإحصائيات أنه منذ سنة 1992 إلى 2008 م مر بالزاوية آلاف الطلبة منهم 1900 طالب تخرجوا لكتاب الله و كان رحمه الله قد تولى مشيخة الزاوية إثر وفاة الشيخ عمر 1966 ، سائرا على نهج أسلافه على الطريقة الرحمانية و في حوالي سنة 1970 أخذ الطريقة الهبرية الدرقاوية الشادلية على يد المربي الكبير الرباني العارف بالله سيدي محمد بلقائد التلمساني (1911/1998) حيث تربى عنده و ذاق معارج السلوك لديه و أذن له فيه الطريقتين الرحمانية الخلوتية امتدادا لأسلافه ، و الهبرية التي أخذ منها مشربه السلوكي الصوفي ، و شيخه المذكور الغوث سيدي محمد بلقائد من أشهر شيوخ التربية في عصره و له تلاميذ في المغرب و المشرق منهم سيدي العلامة المصري الداعية الشهير الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي نظم قصيدة في 24 بيتا فيها بعض ما تحقق به في سلوكه الروحي ، و ذلك إثر خروجه من خلوة الاسم المفرد عند شيخه المذكور بتلمسان عام 1972 و فيها يقول :
نور القلوب و ري روح الوارد هبرية تدني الوصول لعابـــــــد
تزهوا بسلسلة لهـــــــــا ذهبية من شاهد للمصطفى عن شاهد
طوفت في شرق البلاد و غربها و بحثت جهدي عن إمام رائــد
فهداني الوهاب جل جلالـــــــــه حتى وجدت بتلمسان مقاصدي
و اليوم آخذ نورها عن شيخنــا محبي الطريق (محمد بلقائـــد)
ذقنا مواجيــــــد الحقيقة عنـــده و به عرجنا في صفاء مصاعـد
و مهما تكلمنا عن مآثر و مناقب الشيخ رحمه الله فلن نوفيه حقه و ما قدمناه كان على سبيل المثال لا الحصر
توفي الشيخ عبد المجيد رحمه الله في 09 نوفمبر 2009 م .
لننتقل الخلافة إلى نجله الأكبر الشيخ محمد الهادي حملاوي مكملا مسيرة آبائه في خدمة القرآن و أمة القرآن .
رحمه الله الشيخ و أسكنه الجنات العلى و جزاء عن القرآن و الوطن و الأمة خير الجزاء .